كثيراً ما يشعرالرجل بحاجته للبكاء في لحظات الوحدة
وهي اللحظة التي لا يستطيع فيها أي رجل امتلاك القوة والصبر أكثر،
ولأننا نعيش في مجتمع لا يبرر دموع الرجال فهو يشعر بالحرج والخجل
عندما تظهر دموعه أمام الناس، والأسوأ من ذلك أنهم يصفونهم بالنساء».
«دمعة الرجل حارقة جداً لأنها حقيقية ولا تذرف عبثاً»،
والرجل يبكي عندما يحب وينكسر حلمه، فلا شيء يكسر قوة الرجل إلا الحب
لأنه عندما يحب يعطي الآخر كل ما عنده
كذلك يبكي عندما يشعر أنه بحاجة للبكاء، وأكثر ما يبكيه
عندما لا يجد أحداً يشعر بآلامه وأحزانه أو يساندنه عند الضيق».
لا أرى في بكاء الرجل انتقاصاً من رجولته أو شخصيته، بل على العكس
هذه الحالة هي قمة الإنسانية لأن الرجل لا يبكي بسهولة، وعندما يبكي يعني أنه وصل إلى قمة المأساة
وآخر درجات الصبر، وهذا بحد ذاته قوة، أنا أشجع الرجل على البكاء في اللحظات المؤلمة التي تتطلب ذلك،
فالأطباءيحذرون الرجال من عواقب كبتهم للدموع لأن ذلك يعرض صحتهم النفسية والجسدية للخطر المؤكد،
فقد أكدت الكثير من الدراسات الطبية أن هناك فوائد صحية كثيرة للبكاء
أولها، أنه يخفف من الضغط النفسي والعصبي الذي يتعرض له الإنسان عموماً،
فالبكاء له آلية ضبطية تزيل فائض الإثارة الانفعالي وتساهم إلى حد كبير في تفريغ التوتر الزائد
والتخفيف من حدة الضغوطات النفسية التي إذا تراكمت تؤدي إلى مشاكل نفسية وعضوية بالغة الخطورة،
لأن الألم والحزن الشديد يهزان بعمق كيان الإنسان، ويستدعي ذلك حدوث تغيرات عضوية
يمكن أن تؤدي إلى حدوث العديد من الاختلالات المرضية المتمثلة بالإصابة بأمراض عديدة،
كأمراض القلب والجلطات، واضطرابات المعدة والقرحة والصداع وآلام المفاصل وغيرها من الأمراض الخطيرة.
واخيرا إذا أحسست برغبة في البكاء، لا تشعر بالخجل فإن كثيراً من الآلام والأحزان والغضب تسيل مع هذه الدموع»
لا تحبس دموعك أبداً،