* أقول للمسلمين: أفيقوا.. فمواردكم إما تُسرق.. أو تنفقونها دون جدوي
* لماذا لا ننتبه إلي لعبة تغيير موديلات السلع وتخفيض فترة صلاحيتها لاستنزاف مواردنا؟!
* أمريكا انفقت 84 مليار دولار علي الدعاية.. لتقنعك بأنك لو لم تستعمل منتجاتها لن تكون متحضراً!
* 25% من خريجي الجامعات و15 ألف طبيب عربي هاجروا إلي الغرب في عامين
* أمتنا لديها أكبر الموارد.. ولكنها إما غير مستغلة أو يساء استخدامها
* عندما ينهبون مواردنا.. فإنها غلطة النائم وليست اللص
* في الحضارة الإسلامية.. نموذج لحشد الموارد وتغيير خريطة الأرض في 30 سنة
عصام الغازي
منذ قرون.. ونهب مواردنا لا يتوقف.. وفي كل فترة تتغير الصور والوسائل والنتيجة واحدة: نحن نزداد فقراً وضعفاً والغرب يزداد ثراء وتخمة حتي أصبح يشبه نموذج قارون في القرآن الكريم.
هذاه ما يؤكده الداعية عمرو خالد الذي يري أن هذه القضية من أهم معوقات النهضة التي يدعو لها من خلال مشروعه "صناع الحياة".. وهو يؤكد أن المشكلة ليست فقط استنزاف الموارد الطبيعية وهجرة العقول، بل إننا أيضاً شباباً وكباراً، نساهم في هذه السرقة لمواردنا بالجري وراء الموضة وتغيير الموبايل والسيارة وغيرهما كلما ظهر موديل جديد!
سألت الداعية عمرو خالد:
> كيف تنهض الأمة وسط كل التحديات التي تواجهها داخليا وخارجيا؟
ـ علماء الاجتماع يقولون إن للنهضة طريقين: إما أن تكون نهضة تراكمية. أو تكون نهضة حاشدة.
تراكمية بمعني أن جيلا يحقق قدراً من الإنجاز ثم يكمل الجيل الذي يليه مرحلة أخري وهكذا.. وهذه الطريقة التراكمية تأخذ وقتاً طويلاً، لكن بعد مائة سنة مثلاً تتحقق النهضة.
أما النهضة الحاشدة فتقوم علي حشد كل القوي لأمة، وكل الطاقات، وكل البشر، وبسرعة كبيرة تختزل الأمة طريق النهوض، وتحقق أهدافها في وقت محدود، كما فعلت الصين واليابان وماليزيا.
نموذج عمر بن الخطاب
> ما نوع النهضة الذي تدعو لتحقيقه الآن من خلال مشروعك "صناع الحياة"؟
ـ النهضة الحاشدة. فالرسول "صلي الله عليه وسلم" حقق نهضة حاشدة. في ثلاثين عاما استطاع النبي والخلفاء الراشدين تغيير خريطة الأرض. أما الأجيال التالية من المسلمين فحققوا نهضة تراكمية.
نحن ندعو إلي حشد كل الموارد. نُحصيها في البداية، ثم نبحث كيف نستغلها، ونُحسن استغلالها، فتتحقق النهضة.
لم تتحقق نهضة في بلد من البلاد، إلا وقامت علي حشد مواردها: الفراعنة. الفرس. الرومان. حتي الإسلام.
> ما نوع الموارد التي ينبغي حشدها؟
ـ موارد بشرية في عقولنا وموارد طبيعية مثل الهواء والماء والبترول والمعادن الموجودة في باطن الأرض والزرع والأرض الصالحة للزراعة والحيوانات فإذا ما حُشد كل هذا وأحسن استغلاله، تحدث النهضة.
وعمر بن الخطاب كان يدرك أهمية الموارد وكان يدرك أن الموارد البشرية أهم من الموارد الطبيعية.
كان يجلس وسط الصحابة ذات يوم، فقال لهم: تمنُّوا.
فقال أحدهم: أتمني أن يملأ هذا البيت مالا فنستخدمها في نصرة الإسلام. كان يفهم أن الموارد تحقق النصر. فقال له عمر: ليست هذه. فقال آخر: يا أمير المؤمنين أتمني أن تُملأ هذه الدار خيلاً، فنُسيرها في سبيل الله فينتصر الإسلام. قال عمر: ليست هذه. فقالوا: قُل لنا أنت يا أمير المؤمنين. قال: أتمني أن تُملأ هذه الدار رجالاً كأبي عبيدة بن الجراح وأسامة بن زيد وخالد بن الوليد وبلال، فيمتلكون المال والخيول فيسيرونها لنصرة الإسلام.
وبعد 1400 عام من مقولة عمر بن الخطاب هذه، يتساءل علماء الغرب اليوم عن معيار ثراء وتفوق أي أمة، فيقولون: متوسط الدخل القومي. ومتوسط دخل الفرد. أما أحدث نظرية فتقول: احصر موارد هذه الأمة، والقدر الذي تستغله منها. أمتنا لديها مشكلة تحول دون تحقيق النهضة، لدينا قيد يتمثل في أننا نمتلك موارد كثيرة جداً، لكنها: إما أنها غير مستغلة علي الإطلاق. أو أنه يساء استخدامها.
هجرة العقول
> كيف تفسر ذلك؟
ـ الموارد في العالم العربي هائلة جداً مقارنة بأي منطقة في العالم.. ومع ذلك نحن أفقر شعوب الأرض.
> لماذا حدث هذا؟
ـ إما أننا لا نستطيع استخدام. مثل وجود أرض صالحة للزراعة بمساحات شاسعة ولا نزرعها، مثلما هو الحال في السودان. فالأراضي هناك لو زُرعت لوفَّرت الغذاء للوطن العربي كله، فلا يستورد لقمة من الخارج.
ومثل العقول التي تهاجر إلي الخارج لتعمل وتنجح في بلاد الآخرين.
ثروتنا البشرية من الشباب غير مستغلة، ولدينا موارد يساء استخدامها مثل الماء والكهرباء والرسائل الهاتفية علي المحمول. لا يمكن أن ننهض وشبابنا يتعلم ويمارس هذه العادات الاستهلاكية السيئة لإهدار الموارد. إضافة إلي ما ينفق علي الكماليات ومستحضرات التجميل والموضة التي تتغير كل شهر وكل سنة، وملابس تتغير، وسيارات ونقود تنفق هباء