السلام عليكم
يعد الادمان على العمل من المشاكلات التي بدأت تجتاح المجتمعات. وبالأخص إدمان الرجال على العمل من اجل تحقيق نجاح مهني، ان في الوظيفة او في الاعمال الحرة. لكن ذلك يكون على حساب العائلة التي تصبح في ثاني سلم الأولويات خاصة إذا لم يحاول الرجل التوفيق بين العمل والمهنة والسعي للنجاج والاحتفاظ بالعائلة.
وما يحدث في أغلب الاحيان شعور العائلة وخاصة الأولاد بالاحباط لغياب الاب الذي يعتقد أن إغداق الأم بالحنان على الاولاد يمكن تعويض غيابه، لكن الكثير من الدراسات اثبتت العكس تماما.
وفي هذا الصدد تقول دراسة أميركية صدرت مؤخرا ان الكثير من الرجال يعشقون مهنهم ويكون ذلك على حساب علاقاتهم العائلية، لذا تقدم بعض النصائح علها تعود بالفائدة.
وتقول الدراسة كثير من رجال الأعمال ناجحون في أعمالهم ويعشقونها الى درجة انهم في دوامة العمل ينسون واجبات وحقوق لا تفرضها عليهم التقاليد الاجتماعية فقط بل والحياة العائلية ايضا.
فالكثير من النساء يشكين من الزوج الغائب دائما في عمله والذي ما يصل الى البيت حتى تسرقه خطط العمل التي ينوي تنفيذها أو يهرع من فرط الجهد الذي يبذله والوقت الطويل الذي يقضيه في انجاز مهامه الى فراشه ليستيقط مبكرا مواصلا العمل، ناسيا المناسبات العائلية وحتى العائلة والأولاد والكلمات الجميلة التي يجب ان يقولها لزوجته واللحظات التي ينتظرها اطفاله ليجلسوا معه، لذا تقول الطبيبة النفسية الاميريكية الدكتورة جوديب اورلوف المشاركة في الدراسة يصل الامر بالرجل من هذا النوع ان يتعامل مع التعب وعدم السرور في حياته وكانه وضع طبيعي.
ولا تكفي الدراسة بذلك، ففي احد فصولها تحت عنوان " طاقة ايجابية" تقترح الدكتورة اورلوف خطة تعمل على كيفية تهدئة هذه الوتيرة وتقدم نصائح عملية تمكن من استغلال الطاقة النابعة من العاطفة، والشجاعة والعمل المنتج مما يضفي على حياة العائلة متعة وراحة، وتقول نحن نعيش في عالم من العنف والأنانية والاقتصاد غير الثابت وأمراض صعبة، لكن عالمنا لا يخلو من المحبة والاعاجيب والاسترخاء، وكل ذلك يؤثر في طاقتنا التي تؤثر في الاشخاص الذين هم حولنا، اذ اننا جزء لا يتجزأ من حقول الطاقة الواسعة والكبيرة، وهي تنبض لكننا لا نراها.
ومن أهم الاقتراحات لمن يدمن على العمل وجوب الاعتراف بوتيرة حياته والتأكيد على انه سوف يحدث تغييرا فيها بكسر دائرة الادمان على العمل، وذلك بالاستعانة بصديق او قريب مخلص يسانده في هذه الخطوة ويحثه على المتابعة اذا ما تقاعس. لكن يجب معرفة الأسباب التي تتملكه منها " حب السيطرة" والوحدة والتقدير الذاتي المتعلق بالانجازات والطموح الذي يسعى اليه وحب تعذيب الذات لكن ايضا الضغوطات المالية، والارتباطات العائلية والهروب من مشاعر مثل مشاعر الاكتئاب والهلع، والزواج الفاشل أو ما شابه.
وبعد تشخيص الأسباب ذات العلاقة تنصح الدراسة رجل الأعمال المدمن بالتوجه الى العاطفة الشخصية، وتقول يجب عليه ان يجد لنفسه ما يسمى بالوقت الجيد على الاقل مرة واحدة في الاسبوع يمكن ان يكون ذلك استراحة في ساعات الظهيرة للتمتع بمشاهد فيلم جيد مرح مع عائلته او القيام بنزهة قصيرة، يمكن ان يطول وقتها مع الأيام او الاصغاء الى الموسيقى، وبهذا تكون الخطوة الاولى باتجاه الاقلاع عن إدمانه على العمل.