ينشغل المقبلون على الزواج بتجهيزات العرس ويجهلون أحد الأمور المهمة التي يقف عليها إكتمال الزواج وهو الفحص الطبي ماقبل الزواج ، فقد يكون الفحص الطبي سبب في نجاح العلاقة الزوجية وتقويتها أو يؤدي الى الانفصال .
وبالطبع لا يستطيع أحد منع الذين يرغبون في الزواج وإنجاب الأطفال، وليس للأطباء الحق في منعهما ودائماً القرار يعود لهما وحدهما ولوليّهما قبل الزواج، إلا أنّها تعتبر ضروريّة جداً حيث يشمل دور الطبيب إعطاء الاحتمالات وشرح بعض الأمراض التي يترجّح لديه أنه من الممكن أن تصيب الطرفين وأولادهما، كما أنّه سيساعدهما إن أمكن في تجنّب هذه الأمراض.
أسباب إجراء الفحوصات
فحوصات ما قبل الزواج تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة وتتمثّل في فحوصات لتجنّب الأمراض الوراثيّة، وفحوصات لمعرفة قدرة المقبلين على الزواج على إنجاب الأطفال، وفحوصات لمعرفة إن كان أي من الطرفين يحمل أمراضاً قابلة للنقل من طرف إلى آخر عن طريق العلاقة الزوجيّة الحميمة أو المخالطة اللاصقة.
أن الغرض من الفحص قبل الزواج هو البحث في تاريخ العائلة المرضي ومحاولة معرفة إذا كان هناك أمراض وراثيّة مثل وجود حالات وفيّات الأجنّة بسبب عيوب خلقية أو إجهاض متكرّر أو وجود إعاقات مثل الخلل في السمع أو البصر أو النطق أو تأخّر في التحصيل العلمي.
المتابعة الطبية
أنّ الفحص الطبّي قبل الزواج ليس هو الضامن الوحيد في إنجاب ذرّية سليمة. فهناك عدة برامج وخطط لتفادي الأمراض والعيوب الخلقيّة بشكل عام. ومن هذه الأمور التخطيط الصحيح للحمل وتناول المرأة حمض الفوليك لتفادي عيوب الأنبوب العصبي والذي يصيب طفلاً من أصل 1000 حالة ولادة، وهي تؤدي إلى شلل الأطراف السفلى وإلى مشاكل في الجهاز الهضمي والمسالك البوليّة. كما يجب على كل امرأة مصابة بالسكر أو ضغط الدم أن يتمّ متابعتها عن قرب من قبل الطبيب النسائي، وذلك قبل، خلال وبعد الحمل، والتأكّد أن مستويَي السكر والدم يبقيان في الحدود المعقولة. أما بعد الولادة، فيتم الكشف على المولود للتأكّد من خلوّه من الأمراض وإجراء تحليل لهورمون الغدّة الدرقيّة والكشف عن الأمراض الإستقلابيّة إذا أمكن.
لتفادي كل هذه المشاكل، على كل زوجين الاستفادة القصوى من الخدمات الطبيّة المتوفّرة كما عليهم اتخاذ الحرص الشديد وعدم التقليل من شأن المتابعة الطبيّة.
الفحوصات الطبيّة
أنّ أولى خطوات الفحص الطبّي تشمل التعرّف على التاريخ المرضي للشاب أو الفتاة، مع إجراء الفحص السريري، وهو من الأمور الهامّة التي يمكن للطبيب من خلالها اكتشاف إذا ما كان أحد الزوجين يعاني من مرض مزمن يمكن أن ينتقل للأطفال مثل سكري البول، حيث أثبتت الدراسات الطبيّة أنّه إذا كان أحد الوالدين مصاباً بمرض البول السكري، فإن احتمال إصابة الأبناء بالمرض كبيرة.
والفحوصات الوراثيّة التي يجب عملها إلى جانب الثلاسيميا هي باقي فحوصات الدم وتكسّرها.
أنّ الفحوصات ضروريّة أيضاً لمعرفة إن كان لدى الطرفين قدرة على الإنجاب، حتى لا يصاب أي من الطرفين بكآبة تنغّص عليه حياته إن وجد قرينه لا يستطيع الإنجاب أو يستطيع ولكن عن طريق أطفال الأنابيب. كما يجب أن تشمل هذه الفحوصات فحص الحيوانات المنويّة عند الرجل لمعرفة عددها ونسبة ما هو سليم منها ونسبة الحركة الفاعلة فيها، ذلك بالاضافة الى فحوصات الأمراض القابلة للانتشار عن طريق العلاقة الزوجيّة الحميمة. إذ من حق كل طرف يريد الارتباط بالطرف الآخر، أن يكون على علم مسبق وكامل بمجموع حالة هذه الأمراض عند قرينه، قبل الزواج به، حتى لا يشعر بالغبن أو بأن حياته في خطر مستمر.
ونضيف إلى هذه التحاليل، تلك التي تفحص عمل وظائف الكبد والتهاب الكبد الوبائي أو الفيروسي B Hepatitis و Hepatitis C والالتهابات الجنسيّة بالإضافة إلى أمراض الكلى المزمنة.