الحسد فى الاسلام بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الاخوات الكرام اعضاء منتديات الجيل العربى
نقدم لكم موضوع عن الحسد فى الاسلام
إن الغلّ والحسد يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب
عن الحسن أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال “إن الغلّ والحسد يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب”
عن عبد الرحمن بن معاوية أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال “ثلاثة لا ينجو منهن أحد: الظن والحسد والطيرة قيل يا رسول اللَّه وما ينجي منهن؟ قال إذا حسدت فلا تبغ وإذا ظننت فلا تحقق وإذا تطيرت فامض، أو قال لا ترجع”
ومعنى قوله صلى اللَّه عليه وسلم: “إذا حسدت فلا تبغ” يعني إذا كان الحسد في قلبك فلا تظهره ولا تذكر عنه بسوء فإن اللَّه تعالى لا يؤاخذك بما في قلبك ما لم تقل باللسان أو تعمل عملا في ذلك،
وقوله عليه الصلاة والسلام “إذا ظننت قلا تحقق” يعني إذا ظننت بالمسلم ظن السوء فلا تجعل ذلك حقيقة ما لم تر بالمعاينة.
وقوله عليه الصلاة والسلام “إذا تطيرت فامض” يعني إذا أردت الخروج إلى موضع فسمعت صوت هامة أو صوت عقعق أو اختلج شيء من أعضائك فامض ولا ترجع.
وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم : “أنه كان يحب الفأل الحسن ويكره الطيرة” وقال “الطيرة من أفعال الجاهلية” , وفي نسخة : “من أمور الجاهلية”
كما قال اللَّه تعالى {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ}
وفي آية أخرى {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ}
وروى عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما أنه كان يقول: “إذا سمعت صوت طير فقل اللهم لا طير إلاّ طيرك ولا خير إلاّ خيرك ولا إله غيرك ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ثم امض فإنه لا يضرك شيء بإذن اللَّه تعالى”
عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال“لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تناجشوا وكونوا عباد اللَّه إخوانا”.
وروي عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال :
ألا إن لنعم اللَّه أعداء قيل من أعداء نعم اللَّه يا رسول الله؟ قال الذين يحسدون الناس على ما آتاهم اللَّه تعالى من فضله”.
وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال “ستة بستة يدخلون النار يوم القيامة قبل الحساب يعني ستة أصناف بسبب ستة أشياء يدخلون النار قبل الحساب ”
قيل يا رسول اللَّه من هم؟
قال الأمراء من بعدي بالجور، والعرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والتجار بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهالة، وأهل العلم بالحسد”
يعني العلماء الذين يطلبون الدنيا بحسد بعضهم بعضا فينبغي للعالم أن يتعلم العلم ليطلب به الآخرة فإذا كان العالم يطلب بعلمه الآخرة فإنه لا يحسد أحدا ولا يحسده أحد وإذا تعلم لطلب الدنيا فإنه يحسد كما قال اللَّه تعالى عن علماء اليهود {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّه مِنْ فَضْلِهِ}
يعني أن اليهود كانوا يحسدون رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وأصحابه فكانوا يقولون لو كان هو رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لشغله ذلك عن كثرة النساء، قال اللَّه سبحانه وتعالى {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمْ اللَّه مِنْ فَضْلِهِ} يعني النبوة وكثرة النساء.
إياكم والحسد فإن الحسد أوّل ذنب عصى اللَّه تعالى به السماء وأول ذنب عصى اللَّه تعالى به في الأرض، وإنما أراد بقوله أوّل ذنب عصى اللَّه تعالى به السماء يعني إبليس حين أبى أن يسجد لآدم وقال {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} فحسده فلعنه اللَّه تعالى بذلك، وأما الذي عصى اللَّه تعالى به في الأرض فهو قابيل بن آدم حين *** أخاه هابيل حسدا.
وهو قوله تعالى {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّه مِنْ المُتَّقِينَ}
وقال محمد بن سيرين: ما حسدت أحدا على شيء من الدنيا فإن كان من أهل الجنة فكيف أحسده وهو صائر إلى الجنة وإن كان من أهل النار فكيف أحسده وهو صائر إلى النار.
ثلاثة لا تستجاب دعوتهم: آكل الحرام ومكثار الغيبة ومن كان في قلبه غلّ أو حسد للمسلمين.
وروى أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال “لا حسد إلاّ في اثنتين رجل آتاه اللَّه تعالى القرآن وهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل أتاه اللَّه تعالى مالا وهو ينفق منه آناء الليل والنهار”.
وهكذا ينبغي للمسلم أن لا يتمنى فضل غيره لنفسه وينبغي أن يسأل اللَّه تعالى أن يعطيه مثل ذلك، فالواجب على كل مسلم أن يمنع نفسه من الحسد لأن الحاسد يضاد حكم اللَّه تعالى والناصح هو راض بحكم اللَّه تعالى
عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أنه سأل النبي صلى اللَّه عليه وسلم عن حق المسلم على المسلم فقال “حق المسلم على المسلم ستة أشياء قيل ما هي يا رسول اللَّه؟ قال إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فاجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد اللَّه فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه“.
عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه قال “بينما نحن عند النبي صلى اللَّه عليه وسلم إذا قال: يطلع رجل من أهل الجنة معلق نعليه بشماله فطلع رجل بهذه الصفة فسلم وجلس مع القوم،
فلما كان من الغد قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل على مثل هيئته،
فلما كان اليوم الثالث قال مثل ذلك
فلما قام رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سار مع هذا الرجل عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه تعالى عنه وقال: قد وقع بيني وبين أبي كلام وأقسمت أن لا أدخل عليه بثلاث ليال فإذا رأيت أن تؤويني إليك لأجل يميني فعلت
قال : نعم،
قال أنس فكان عبد اللَّه بن عمرو بن العاص يحدث أنه بات عنده ليلة فلم يقم منها ساعة إلاّ أنه إذا نام على فراشه ذكر اللَّه تعالى وكبره حتى يقوم مع الفجر فإذا توضأ أسبغ الوضوء وأتم الصلاة ثم أصبح وهو مفطر.
قال: فرمقته ثلاث ليال لا يزيد على ذلك غير أني لا أسمعه يقول إلاّ خيرا
فلما مضت الثلاث وكدت أن أحقر عمله
قلت له إني لم يكن بيني وبين أبي غصب ولا هجرة ولكني سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول في ثلاث مجالس: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلعت أنت، فأردت أن آوي إليك حتى أنظر ما تعمله فأقتدي بك فلم أرك تعمل كثيراً فما الذي بلغ بك ما قال النبي صلى اللَّه عليه وسلم؟
قال : ما هو إلاّ ما رأيت
فانصرفت عنه
فدعاني حين وليت فقال : ما هو إلاّ ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي شراً لأحد من المسلمين ولا أحسده على خير أعطاه اللَّه إياه.
فقلت : هذا الذي بلغ بك ما قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم وهو الذي لا أطيق عليه