قصاصين الأثر ( أل حاسن أبو سمن ) قصاصين الأثر ( أل حاسن أبو سمن )
لقد أنفرد أل حاسن من قبيلة الغجرة من قريش بمكة المكرمة بشكل خاص بعلم قص الأثر عن غيرهم من الأمم ولهم في ذلك مهارة عجيبة لا يكاد يجاريهم فيها أحد معتمدين على الفطنة ودقة الملاحظة والذكاء الفطري , واستطاعت المأثورات تخليد الوقائع بشكل يكاد يرقى في بعض الأحيان إلى مستوى الأساطير والخوارق , وهم يتميزون بمهارات خاصة تمكنهم من أداء مهامهم بنجاح ، وهي خاصية تعتمد علي قوة الملاحظة والموهبة المكتسبة والخبرة والمتابعة المستمرة التي تبدأ منذ الصغر , وقد أشتهر شيخ قبيلة الغجرة من قريش في ذلك الوقت الشيخ / حسن بن حاسن القرشي ( أبو سمن ) قبل مائة عام تقريباً بهذه المهنة وله في ذلك تجارب وحكايات كثيرة وتوارثها من بعده أبناءة المعروفين في عصرنا هذا , وهم أمثال : الشيخ / سليمان بن حسن القرشي , والشيخ / حسان بن حسن القرشي , والشيخ / وديان بن حسن القرشي , والشيخ / شويمي بن حسن القرشي , والشيخ / مقبل بن حسن القرشي , والشيخ / عطية بن حسن القرشي , والشيخ / سعد بن حسن القرشي . الذين احتلوا مكانة عالية لما يقدمونه من دور كبير في استقرار الأمن والمجتمع من خلال الكشف عن أسرار كل عمل أو فعل يخل بالأمن ، حيث كانت بعض الجهات الأمنية تستدعيهم لتتبع الأثر حين تدعو الحاجة إلى ذلك وحققوا نتائج إيجابية ساعدت الجهات الأمنية في الكشف عن غموض العديد من القضايا الجنائية والكشف عن آثار بعض المجرمين، وفك طلاسم الجرائم على الرغم من التطوّر الكبير الذي حدث على وسائل الكشف عن الجريمة والمجرمين ,إلا أنّ شخصية هؤلاء القصاصين مازالت تلعب دوراً كبيراً في حياة الكثيرين , وإن تعلق هذه الشخصيات بقصاصة الأثر وحبهم الشديد لهذه المهنة كانت هي سر نجاحهم . وأن قيامهم في بداية حياتهم بتتبع آثار الحيوانات المختلفة المفترسة كالضياع والذئاب من أجل القضاء عليها لأنها تشكل خطرا على البدو ومواشيهم في ذلك الوقت , وكذلك قيامهم بتتبع اثأر حيوانات الصيد كالغزلان والوعول والأرانب وغيرها لحصر المنطقة التي توجد فيها، وبعدها يختار الوقت المناسب لصيدها ومن هذه الخاصية اشتهروا واحترفوا هذا العمل بعد مران طويل وصبر وتجلد...
والحكايات في الاستدلال بآثار الأقدام والخفاف والحوافر. وتمييز قدم الرجل والمرأة والبكر والثيب والشيخ والشاب في هذا المجال اكثر من أن تحصى .
ولقد أجاز رسول الله صلى اللهعليه و سلم هذا العلم بل استخدم رجلا مدلجيا هو محزر المدلجي الكناني ليؤكد انتسابالصحابي الجليل حب رسول الله أسامة بن زيد إلى أبيه زيد بن حارثة كما استدل الصحابيالجليل سراقة بن مالك المدلجي على رسول الله صلى الله عليه و سلم حين هاجر من مكةإلى المدينة و لحقه ووجده قبل أن يأخذ عهد الأمان من رسول الله في قصته المشهورة .
ناصر بن وديان - الفارس