وجدت هذا الموضوع فأحببت أن أنقله إلى هذا الصرح الزاهر، لتعم الفائدة على الجميع إن شاء الله...
&&&&&&&&&&&
لا يوجد دليل على ترتيب الانبياء والرسل في الإسلام من آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، إلا بعض الترتيبات كحال نبوة الأب و الإبن. المصدر الوحيد لهذه التراتيب في كتب التاريخ الإسلامية هو ما روي من أخبار أهل الكتاب نظرا لجواز ذلك في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" رواه الترمذى وقال حسن صحيح و قوله صلى الله عليه وسلم "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم" رواه البخارى.
1- آدم ( أبو البشرية ) عليه السلام عاش (1000) سنة المشهور انه دفن عند الجبل الذي اهبط فيه بالهند _وقيل بجبل أبى قبيس في مكة المكرمة بعد أن نقله نوح عليه الصلاة والسلام عند حدوث الطوفان .. هو وزوجه حواء في تابوت ثم بعد ذلك دفنهما في بيت المقدس حسب ما حكاه جرير.
2_ إدريس (اخنوخ) علية السلام عاش على الأرض (865) سنه ثم رفعه الله إليه وقبض في السماء. أدرك ممن عمر (آدم)208 سنه
3_ نوح ( شيخ المرسلين) عليه الصلاة والسلام لبث في قومه نوح ( شيخ المرسلين) عليهه الصلاة والسلام .. لبث في قومه (950 ) سنه ثم بعد الطوفان لبث ما قدر له. قيل انه دفن بمسجد الكوفة وقيل بالجبل الأحمر والأصح أن قبره الشريف بالمسجد الحرام.
4_ هود (عابر) عليه السلام عاش ( 464) سنه دفن شرقي حضرموت علي بعد مرحلتين من تريم في كثيب احمر عند رأسه سمرة.
5_ صالح علية السلام لم تذكر كتب السير الفترة التي عاشها إنما ذكر انه بعد هلاك قومه توجه مع من أمن بالله على عدة أوجه: * قيل انهم اقاموا في ديارهم. * ومنهم من ذهب إلى مكة ، ماتوا وقبورهم غربي الكعبة. * وقيل انهم توجهوا إلى الرملة بفلسطين وهو الارجح. * وقيل انهم توجهوا إلى حضرموت ويزعمون ان قبر النبي صالح هناك.
6_ لوط عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها كما أنه لم يذكر أن له قبرا في قرية (صوعر) التي لجا إليها بعد هلاك قومه.
7_ إبراهيم الخليل ( أبو الانبياء ) عليه الصلاة والسلام عاش (200) وقد ولد بعد الطوفان ب (1263) سنه ودفن في المزرعة التي اشتراها في (حبرون) بفلسطين وفيها قبر زوجته الأولى سارة.
8_ إسماعيل ( الذبيح ) عليه السلام عاش 137 سنه دفن بجوار والدته بين الميزاب والحجر بالمسجد الحرام مكة المكرمة.
9_ إسحاق عليه السلام عاش 180سنه ودفن مع أبيه إبراهيم في مزرعة حبرون بفلسطين.
10_ يعقوب ( إسرائيل ) عليه السلام عاش 147سنه توفي بأرض مصر وتنفيذا لوصيته نقله ابنه يوسف إلى مزرعة حبرون في فلسطين.
11_ يوسف (الصديق) عاش 110 سنه مات بمصر ونقله اخوته تنفيذا لوصيته ودفن بنابلس بارض الشام وذلك في زمن كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام.
12_ شعيب عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر انه بعد هلاك قومه عاش مده من الزمن إلى أن توفاة الله في الفترة بين وفاة يوسف ونشاة موسى عليهما الصلاة والسلام.
13_ أيوب (الصابر) عليه السلام عاش 93 سنه وذكر انه دفن بجوار زوجته بقرية الشيخ سعد بارض الشام فريبا من دمشق.
14_ ذو الكفل (بشر) عليه السلام لم تذكر كتب كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر انه ولد بارض مصر وتوفى في أرض سيناء أيام التيه وقيل انه دفن بجوار والده بارض الشام.
15_ يونس عليه السلام لم تذكر كتب الفترة التي عاشها كما أنه لم يرد أي خبر عن مكان قبره أو المكان الذي ذهب إليه عن قومه.
16_ موسى بن عمران (كليم الله ) عليه الصلاة والسلام عاش 120 سنه وتوفي بارض التيه بسيناء بعد وفاة أخيه هارون باحد عشر شهرا ودفن هناك.
17_ هارون عليه السلام عاش 122 سنه توفي بارض التيه سيناء قبل أخيه موسى ودفن هناك.
18_ إلياس عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها وانما ذكر انه ولد بعد دخول بني إسرائيل فلسطين ولم يعرف قبره و هناك من يزعم أنه في بعلبك لبنان.
19_ اليسع عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها و لم يذكر المكان الذي اتجه إليه بعد عصيان قومه بمدينه ( بانياس ) من أرض الشام.
20_ داود عليه السلام عاش 100 سنه وذكر ان ملكه دام 40 سنه.
21_ سليمان عليه السلام عاش 52 ذكر انه ورث ملك أبيه وعمره 12 سنه ودام ملكه 40 سنه.
22_ زكريا عليه السلام عاش 150 سنه ذكر انه نشر بالمنشار على يدي من ذبحوا ابنه يحيى.
23_ يحيى عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها وانما ذكر انه ولد في السنه التي ولد فيها السيد المسيح وقد ذبح عليه السلام وهو قائم في المحراب ظلما وعدوانا تنففيذا لرغبه امراة فاجره من قبل ملك ظالم كما ذكر ان رأسه الشريف مدفون في الجامع الأموي بدمشق.
24_ عيسى بن مريم عليه السلام و هو المسيح عاش على الأرض 33 سنه ثم رفعه الله تبارك وتعالى إليه بعد بعثته بثلاث سنين وذكر أن والدته البتول الطاهرة مريم عاشت بعده 6 سنين ثم توفيت ولها من العمر 53 سنه.
25_ محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام: ولد بمكة المكرمة سنه 570 وانتقل عليه الصلاة والسلام إلى جوار ربه وهو الثالثة والستين من عمره الشريف ودفن في بيت سيدتنا (عائشة)بــ المسجد النبوي بعد أن أدى الامانة وابلغ الرسالة ونصح وجاهد في الله حق جهاده.
&&&&&&&&&&&&&&&&
" دعاء الأنبياء " دعاء آدم – عليه السلام - : عصى آدم – عليه السلام – ربنا – تبارك وتعالى – بأكله من الشجرة التي نهاه أن يأكل منها، لأن إبليس – لعنه الله – أغراه بالأكل منها، فكما قال – تعالى - : " فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ " [الأعراف: 22] . وبعدها دعا آدم الله – تعالى – وطلب منه المغفرة والعفو ثم إن الله تاب عليه كما قال عز وجل - " فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " [البقرة: 37]، بل إن الله خصه بالاجتباء بقوله – سبحانه - " ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى " [طه: 122] . دعاء نوح – عليه السلام - : قال – تعالى - : " وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا" [نوح: 26] . قال ابن كثير – رحمه الله – أي لا تترك على وجه الأرض منهم أحدًا، ولا ديارًا، وهذه من صيغ تأكيد النفي ثم قال بعد ذلك فاستجاب الله له، فأهلك جميع من في الأرض من الكافرين، حتى ولد نوح لصلبه الذي اعتزل عن أبيه وقال : " قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ" [هود: 43] . ونجي الله أصحاب السفينة الذين آمنوا مع نوح – عليه السلام – وهم الذين أمره الله بحملهم معه (تفسير ابن كثير سورة نوح) . دعاء إبراهيم – عليه السلام - : قال – تعالى - : " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ " [إبراهيم: 35] . قال ابن كثير – رحمه الله -: «ولقد استجاب الله له فقال تعالى: " أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا " [العنكبوت: 76]» . وقال تعالى : " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ " [إبراهيم: 37] . قال ابن كثير – رحمه الله - : وقد استجاب الله ذلك كما قال : " وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا" [القصص: 57] . وهذا من لطفه – تعالى – وكرمه، ورحمته وبركته، أنه ليس في البلد الحرام مكة شجرة مثمرة، وهي تجبي إليها ثمرات ما حولها، استجابة لدعاء الخليل – عليه السلام - (تفسير ابن كثير – رحمه الله -) . فاستجاب الله – جل وعلا – لخليله إبراهيم – عليه السلام – وهو في مواضع كثيرة مطولة، وهكذا جميع الأنبياء فإن دعاءهم مستجاب؛ لأنهم حققوا أسباب استجابة الدعاء، ولذلك قال تعالى عن إبراهيم – عليه السلام - : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ" [إبراهيم : 39] قال ابن كثير في تفسيره : «أي أنه يستجيب لمن دعاه» . دعاء يعقوب – عليه السلام - : فقد يعقوب – عليه السلام – ابنه يوسف – عليه السلام – وحزن عليه حزنًا عظيمًا كما قال تعالى : " وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ " [يوسف: 84] ثم فقد أخاه لما وضع في رحله صواع الملك بتدبير من يوسف – عليه السلام – فرجعوا إلى أبيهم وأخبروه، فقال يعقوب – عليه السلام - : " قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " [يوسف: 83-87] . فاستجاب الله – سبحانه – له فرد عليه يوسف وأخاه وأبصر بعد ما وضع عليه قميص يوسف – عليه السلام – واستغفر لإخوته، وذهبوا إلى مصر جميعًا، وكانت هذه عاقبة الصبر . دعاء يوسف – عليه السلام - : قال – تعالى – عن يوسف – عليه السلام - : " قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" [يوسف: 33-34] قال ذلك – عليه السلام – بعد ما راودته امرأة العزيز على نفسه، فاعتصم بالله – تعالى – وقال معاذ الله بعد ما أشيع في المدينة من قبل النساء بقولهن : " امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ ..." [يوسف: 30] فجمعتهن امرأة العزيز وأمرت يوسف بالدخول عليهن، فتعجبن من جماله فقالت لهن : " فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ " [يوسف: 32] فعند ذلك دعا يوسف الله – عز وجل – بأن يصرف عنه كيدهن، فاستجاب الله له، وصرف عنه كيدهن إنه هو السميع لدعاء من دعاه العليم بحاله . دعاء موسى – عليه السلام - : قال تعالى : " وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا " [يونس: 88 - 89] . قال ابن كثير – رحمه الله - : «استجاب الله لموسى – عليه السلام – ومن معه، وأهلك فرعون وقومه بالغرق»( تفسير القرآن العظيم – بتصرف - ) . دعاء أيوب – عليه السلام - : قال – تعالى - : " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ " [الأنبياء: 83-84] . قال ابن كثير – رحمه الله - : «يذكر الله – تعالى – عن أيوب – عليه السلام – ما كان أصابه من البلاء في ماله، وولده وجسده، وذلك أنه كان له من الدواب والأنعام والحرث، شيء كثير وأولاد ومنازل مرضية، فابتلي في ذلك كله وذهب عن آخره، ثم ابتلي في جسده ... ولم يبق فيه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما الله – عز وجل – حتى عافه الجليس، وأفرد في ناحية من البلد، ولم يبق أحد من الناس يحنو عليه سوى زوجته، كانت تقوم بأمره، ويقال إنها احتاجت، فصارت تخدم الناس من أجله ... وقد كان نبي الله أيوب – عليه السلام – في غاية الصبر وبه يضرب المثل» (تفسير القرآن سورة الأنبياء) . ثم ذكر ابن كثير – رحمه الله – بعد ما ساق الروايات في القصة قال: «فعند ذلك دعا الله – عز وجل – فقال : " أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " [الأنبياء : 83]» (تفسير القرآن سورة الأنبياء) . وبعد أن دعا الله – عز وجل – بعد ذلك البلاء الذي مكث فيه ثماني عشر سنة، وقيل : سبع سنوات، وقيل ثلاث سنوات، دعا ربه – عز وجل - : "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ" [الأنبياء: 83] . دعاء يونس – عليه السلام - : قال تعالى : " وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ " [الأنبياء: 87-88] . ذكر المفسرون تفسير هذه الآية فقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله - : «وذلك أن يونس بن متى – عليه السلام – بعثه الله إلى أهل نينوى ... فدعاهم إلى الله – تعالى – فأبوا عليه، وتمادوا على كفرهم، فخرج من بين أظهرهم مغاضبًا لهم؛ ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث، فلما تحققوا منه ذلك، وعلموا أن النبي لا يكذب، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم، وأنعامهم ومواشيهم، وفرقوا بين الأمهات وأولادهن، ثم تضرعوا إلى – عز وجل – وجاءوا إليه ورغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وسخالها، فرفع الله عنهم العذاب ... وأما يونس – عليه السلام – فإنه ذهب، فركب مع قوم في سفينة، فلججت بهم، وخافوا أن يغرقوا فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه، فوقعت القرعة على يونس فأبوا أن يلقوه، ثم أعادوا القرعة فوقعت عليه أيضًا فأبوا، ثم أعادوا فوقعت عليه أيضًا، قال الله : " فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ " [الصافات: 141] ... فقام يونس – عليه السلام – وتجرد من ثيابه، ثم ألقى بنفسه في البحر» (تفسير ابن كثير) . قال تعالى : " فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ " [الصافات: 142] . وقد أوحى إليها الله ألا تأكله قال تعالى : " فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ " [الأنبياء: 87-88] . دعـاء نمـلة : صح أن سليمان – عليه السلام – قد أوتي منطق الطير، وقد خرج مرة يستسقي بالناس، وفي طريقه رأى نملة رفعت رجليها تدعوا الله – عز وجل – بالغيث، فقال سليمان – عليه السلام - : أيها الناس، عودوا فقد كفيتم بدعوة غيركم، فأخذ الغيث ينهمر بدعاء تلك النملة. دعاء زكريا – عليه السلام - : قال – عز وجل - : " هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ" [آل عمران: 38] . وقال – جل وعلا - : " وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ "[الأنبياء: 89-90] بعد أن دعا نبي الله زكريا – عليه السلام – ربه – عز وجل – بأن يهب له ذرية طيبة، استجاب الله له، ووهب له يحيى – عليه السلام – بعدما كبر زكريا – عليه السلام – لما رأى أن الله – تعالى – يرزق مريم – عليها السلام – كما قال تعالى : " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ "[آل عمران: 37]. عند ذلك دعا الله – عز وجل – فاستجاب الله له، وأصلح له زوجه . دعاء عيسى – عليه السلام - : قال – تعالى - : " قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ " [المائدة: 114-115] دعا عيسى – عليه السلام – بهذه الدعوة بعد أن قال له الحواريون : " هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " [المائدة : 112] فاستجاب الله – سبحانه وتعالى – له دعوته . دعاء في طريق الهجرة : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على سراقة بن مالك لما لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر – رضي الله عنه – في طريقهما للهجرة؛ لكي يأخذ مائة من الإبل؛ لأن قريشًا جعلت لمن يقتله أو يأسره ذلك، فقال أبو بكر – رضي الله عنه - : يا رسول الله، هذا فارس قد لحق بنا، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : «اللهم اصرعه» فساخت يدا فرس سراقة في الأرض حتى بلغت الركبتين، فقال سراقة : ادع لي، فدعا له الرسول صلى الله عليه وسلم ، فنجت الفرس وخرجت، ثم إن سراقة أسلم بعد سنوات – رضي الله عنه - .