كيف تتلذذ بالصلاة
الحلقة الثانية عشر
ستر العورة
الان على الانسان ان يستر عورته قبل ان يدخل في الصلاة لانها شرط من شروط الصلاة, حتى هذه تحتاج منك الى نظرة تحتاج منك الى تأمل
اذا سترت عورتك عن الناس فأذكر ان الله ستر عن العباد عيوبك أيضاً فكيف ترضى أن العيوب سترت عن الناس وتكتفي؟ كما انك سترت عورتك فالله ستر عيوبك وأخطائك ومعاصيك ليس المطلوب ان تقف عند ستر العورة بل تأمل هذا الامر كيف ان الله سترنا وأرخى علينا
تقوم بزيادة ليس فقط ستر العورة بل قم الى الدخول الى مرحلة اعلى وهو التزين لله التجمل لله. كثير من الناس اذا ذهب الى مناسبة او امر مهم فانه يتزين فإذا أقبل على الله وجلس يصلي الوتر في بيته صلى بثياب النوم. لماذا؟ لانه لا يستشعر شي. أسألك سؤال أنت ماذا تشعراذا دخلت على الله؟ اذا اجبت على هذا السؤال سوف تتغير لوحدك. تشعر بالحب؟ هل تشعر بالشوق؟ هل تشعر بالرغبة وحسن الظن بالله؟ اذا احسست بهذه المشاعر انت وحدك ستقوم وتتزين لأن الحبيب اذا قام الى حبيبه استعد له احسن استعداد, فإذا غيرت من مشاعرك وظنك بالله عز وجل لا شك ان افعالك تلقائيا سوف تتغير وهذا ينطبق على امور كثيرة المشكلة أننا نقف بين يدي الله ولا نحس بهذه العظمة.
بعد ذلك بعد ستر العورة المشهد الذي يليه هو
استقبال القبلة
قبل ان اعرض عليك مشاعر استقبال القبلة سأعرض عليك مشهد لقطة نادرة داخل الكعبة التي يتشوق الناس لرؤية ما بداخلها قام احدهم بإلقاء نظرة داخلها وتصويرها شاهدوا ماذا يوجد داخل الكعبة ثم نتكلم ان شاء الله
(بإلامكان مشاهدة اللقطة في الحلقة المرئية)
( المشهد فتح باب الكعبة بلقطة من بعيد ولكنها تستحق المشاهدة. تشاهد الكسوة الداخلية للكعبة والمصور يحاول ان يقترب. ستشاهدون اشياء معلقة شاهد,. الان ماذا تحس بداخلك؟ بدأ الناس يدخلون والمصور يحاول ان يجد اللقطة المناسبة ثم يتطور الامر فيدخل الى الداخل انظر.. هذه القناديل المعلقة في الكعبة من الداخل والكسوة الداخليه الخضراء ويدخل من يؤذن له بالدخول)
ماذا أحسست؟ ألم تتلهف لرؤية المشهد, لماذا؟ لانك تحب الكعبة فتستقبلها وتريد ان تعرف.
يقول ابن القيم: كيف تصح صلاة من يستقبل القبلة بجسده وينصرف بقلبه عن رب القبلة.
المشكلة اننا نستقبل القبلة بصدورنا ونترك رب القبلة من قلوبنا.
هذه كلها استعدادات لاننا سندخل غداً في تكبيرة الإحرام. تخيل أن كل ما مضى من أسرار وسعادة ولذة كان في ما قبل الدخول الى تكبيرة الاحرام. وقبل ان تدخل يجب ان تستعد استعداداً معينا
أولا: غير نظرتك عن الصلاة.
أنت لماذا تصلي؟ هل تصلي فقط لانها فرض؟ هذه نظرة ناقصة وليست كاملة . إنوي أن تصلي لأن الصلاة لذة وراحة.
صلي لانك تحب الصلاة لا لأجل أن تنتهي من الصلاة.
بعض الناس يصلي ليكون فقط أدى الصلاة هذا بعيدٌ عليه ان يخشع يحس ان الصلاة شي ثقيل لابد ان يفعله فدعني انتهي منه, لذلك تجده يهتم بالمسجد الذي يجمع عند الغيم ويتذمر قلبه اذا الامام زاد آيتين عن المعتاد ويغلي اذا تاخرت الاقامة دقيقة واحدة . ينظر الى الصلاة كأنها توقيع حضور وانصراف من العمل.لا , غير نظرتك لكي تتغير صلاتك
هل تغيرت نظرتنا للصلاة؟
أنت لا تصلي فقط لتسقط الفرض ولكن لتستمتع بالصلاة غير نظرتك للصلاة اذهب الى الصلاة وانت تحب الصلاة لا لكي تتخلص منها فإذا ذهبت برغبة التخلص والانتهاء والقضاء مستحيل تخشع فإذا تسائلت بعد ذلك لماذا لا اخشع أظن ان الجواب معروف. غير نظرتك للصلاة اذهب وانت تحب ان تصلي تفرح لان تصلي تشتاق لان تصلي فإذا نظرة هذه النظرة لا بد ان تتغير الصلاة .
كل شعب وكل قوم لهم طريقتهم الخاصة للراحة وطريقتهم الخاصة بالاسترخاء. ونحن؟ ماذا اعطانا الله لنهدى ونسترخي؟ لماذا لا نستخدم ما اعطانا الله اياه؟ إنها الصلاة.
لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لبلال اقم الصلاة يا بلال ارحنا بها.
يرتاح النبي عليه الصلاة والسلام بالصلاة, وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امرٌ صلى.
حزبه أمر اي احزنه غمه امر فيقوم يصلي.
كل شي تستعين عليه الا الصلاة تستعين بها
قال تعالى: ((وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ )) [البقرة : 45]
قال عدي بن حاتم: ما جاء وقت الصلاة إلا وانا لها بالأشواق. هل تشعر بهذا؟
يقال المؤمن في الصلاة كالسمكة في البحر لا تريد ان تخرج والذي لا يخشع في الصلاة كالطير في القفص لا يريد ان يبقى, لماذا السابقون يخشعون ونحن لا نخشع؟ الجواب ببساطة لانهم يحبون الصلاة ونحن لا نحس بهذا الشعور لانهم كانوا ينظرون للصلاة بخلاف نظرتنا نحن اليها
تهيأ واستعد للصلاة كما استعد لمقابلة ملك الملك وجبار السموات والارض.
لا ندخل مع الإقامة من غير المعقول ان تخرج من وسط الدنيا الى وسط الاخرة. بعض الناس يظن ان مسألة الخشوع عبارة عن زر يضغط عليه ليخشع فيخشع!! لا يمكن ذلك لابد ان تهييء نفسك بمقدمات قبل ان تدخل في الخشوع لكي تخشع اجعل للصلاة مقدمة ولقد علمنا الله كيف نجعل لها مقدمة:
===============
- استعد مع الآذان لا تنتظر الإقامة وتوضأ لكل صلاة ولو كنت على وضوء ليستنير وجهك وتحط ذنوبك
- هيىء صلاتك بركعتين جميلتين إقرأ فيهما حفظاً غير حفظك الذي تحفظه عادة
- ثم ادخل في قراءة شي من كتاب الله عز وجل لتتهيىء للقراءة العظمى في الصلاة وهي الفاتحة
-واذا كنت في المسجد احرص على مساواة الصفوف والاكيد الذي في الصف الاول يخشع اكثر من الذي في الصف الثاني والذي في الثاني اكثر من الثالث وهكذا..
- وقبل ان تدخل في الصلاة اسأل نفسك أسئلة معينة قل لنفسك, ماذا أفعل أنا الآن؟ توضأت ولبست ثيابي واستقبلت القبلة ماذا سيحدث لي بعد قليلا؟ سأقابل من؟ من سيكلمني بعد قليل؟ هذه المشاعراذا استحضرتها لابد ان يختلف جوك الى جوٍ آخر, ويزيد يقينك وايمانك.
- حاول ان تبتعد عن الزخارف التي تتبعها (تنتهي الزخارف هنا ثم تكبر هناك وتضيق هنا واللون الاحمر والازرق) لن تنتهي,
- لا تصلي خلف النائم أو المتكلم فقد نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك
- اغلق هاتفك او ابقي النغمة على صامت
===============
أما المساجد فما نرى فيها عجب والله ما كنت اظن ان الشيطان كان يحلم ان تدخل المعازف الى المساجد الا في هذا الزمان عندما اعطيناه ذلك على طبق من ذهب. يندر ان تصلي صلاة كامله من دون ان تسمع المعازف بل احيانا تصل الى الحرم والى متى؟
لا بد لك من استعدادات فإن الأمر العظيم يحتاج لاستعدادٍ عظيم
ترقبوا غداً الدخول في تكبيرة الإحرام
تم بحمد الله